samedi 25 juin 2011

هل كلمة حرية تهمة؟

رددنا على مدى سنين طوال شعارات الحزب القائد للدولة والمجتمع من وحدة وحرية واشتراكية، وشهدنا خلالها سقوط فكرة الوحدة وكل ما تجره من أحلام في إعادة أمجاد الأمة العربية وضاعت في طياتها فلسطين وأجزاء من الأراضي العربية، ومن ثم سقطت فكرة الإشتراكية التي غرر المجتمع بها على مدى العقود الماضية واتجهنا إلى الاقتصاد المفتوح في العقد الأخير على يد أباطرة الدولة السورية فأثمرت فشلهم في قيادة الدولة وفي تحسين حال المواطن وكرست فكرة الطبقية ونزعت عن المجتمع السوري صفة الطبقة الوسطى ليتحول إلى طبقتين مسيطرتين، الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة أو المسحوقة، فلم يتبق لنا سوى مثوانا الأخير وحلمنا الباقي في الحرية التي تخلا عنها النظام ومحاها من قاموس حزبه وشعاراته وأضافها على قائمة الجنائيات في دستور الفساد والظلم، فصار كل من ينطق بها متهم بكفره بالنظام.
من هنا نشأت فكرة الكتابة على عملتنا الورقية شعار لا يتعدى أن يكون شعاراً من شعارات الحزب لكي نذكرهم به بعد أن نسوه منذ زمن وأن نحرر أنفسنا من عقدة عدم المشاركة في الحراك الشعبي الذي يدفع ثمنه الكثير منا دماً لو سفك في سبيل القدس وفلسطين لحررها دونما هوادة، وأن نكتب على صكوك مالنا شعار نحيا ونموت لأجله بدل من تلك الصور التي لا ننتمي لها ولا يحفظها التاريخ بل يلفظها بعد رحيل النظام، بها نستطيع القول أن هذا المال مر على يد حر وأن ما يدفع في كرنفالات الولاء ليس بمال نظيف بل هو مال الشعب السوري كله لا بل هو مال مر على يد حمزة الخطيب وأكثر من 1500 شهيد كانوا يوما يرفضون تكرار الهوان، بها نستطيع القول أن كلمة حرية على ورقة مالية يرفع من قدر هذه الورقة إلى ما لا يقدر بثمن، فما لكم سوى أن تتخيلو الرعب في قلوب رجال الأمن والمخابرات والمسؤولين والشبيحة وهم يقبضون رواتبهم فيروا أن كل ورقة تحمل كلمة حرية من اعتقلوهم ومن قتلوهم ومن جاروا عليهم جور ظالم طغى وتجبر، كيف ستندس هذه الكلمة في جيب كل واحد منهم وتشارك في شراء الحليب لأطفالهم والقوت لأولادهم، كيف ستندس في فراشهم وتعطى لزوجاتهم، كيف ستندس في البنوك الخاصة في صفقات السلاح في فواتير الهاتف والكهرباء والماء، كيف ستكون راتب الجندي والموظف والأستاذ والمحامي والمهندس، كيف ستكون كلمة حرية في جيب كل من يملك المال غصة من من لم يملكه، كيف ستكون رسالة بين حر وحر، كيف سينكث عينيه من كان ضد هذه الكلمة وهو يمد يده الحاملة لها ليدفع ثمن فنجان قهوة صباحية ويشعل خيط دخان يمتد إلى السماء.
ولكن كثيراً منكم يخشون لومة لائم إذا ما قبض على أحد ما بدون علمه لمجرد حياذته على تلك العملة المنقوش عليها عز سوريا التي انتفضت لأجله، أو أن يقبض عليكم أنتم المؤمنين بها، وأنا أقول لكم أن المخبيرين ليسوا بصاحين لهذه الأمور فهناك ما أعظم منها يجول في خوفهم، وإن امتدت أيديهم على من لا ذنب له فهو ليس بغريب عليهم لكثرة ظلمهم وإن لم يكن لحياذته فكرة فقد يقبض لحياذته مبدأ أو قلم أو كلمة، تعددت أسباب الظلم ولن تكون هذه التهمة إلا إضافة على قائمة التهم التي لا مبرر لها ولن يجدوا قانونا يزيد لهم عدد المعتقلين بتهمة حرية.
حان الوقت أن نصوغ على عملتنا نحن ما ننتمي له وما نتبناه وما ندافع عنه وما يدفع ثمنه الكثير منا أغلا ما يملكونه، أن نستعيد ما سرقوه عبر سنين طوال، أن نعلم القدر أن يكون معنا لا علينا، أن نعلم المستقبل أن ما سيكتب على ما نمتلكه سيكون صياغة من أيدنا لا رموزا تطغى علينا، أن نقول ما قال المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم              فلا تقنع بما دون النجـوم
فطعم الموت في أمر حقيـر             كطعم الموت في أمر عظيم
    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire