jeudi 21 avril 2011

يبكون في الوطن


يبكون في الوطن
على روح طفل
دفن من غير كفن...

يبكون في الوطن
على جيل كامل
أصيب بالصمم...

على امرأة تبوح
مشهد ابنها يفوح
بعطر جنة...
قتل...

يبكون
على جيوش أمن
قوية...
وجهات
وأحزاب
وشرطة سرية
تعتقل وتقتل
كلمة حرية...

يبكون في الوطن
خلف الجدران
بين النبضة والقضية...
بين الغصة والهوية...
بين القصة والقسية...
على حوران الأبية...

يبكون ويبكون
على شعوب تتفاخر
بالفكرة الأمنية...
على طلاب يتباهون
لأنهم بلا قضية...

على أناس ما عادوا
يعنون بالكرامة الوطنية...

على الوطن ككل...
يختزل بشخصية...

في بلادي

صمت في بلادي
واختلفت على الأعراب
تعريفات الصمتِ...

أصوات تبلبل وتصدح
بغير صوتِ...

وشعارات تهلل وتصبح
وتمسي...
لسلطة ما اتعظت
من درس أمسِ...

شعوب نعاجٌ
تغني وترقص
لا لغير تيسِ...

الكرامة منسية
في مسودة مشروع
رومانسي...

الحرية ممنوعة
تهدد العرش
والكرسي...


يقتل من أجلها
شعب
ويوصف بأنه مندس
وما يفعله
عبسي...

قولوا ما تقولوه
وسجدوا ومجدوا
بجلوا وهللوا...
لكني لغير صمت
أهل بلادي...
وقهر أمهات تبكي
على أجساد أولادها
في بلادي من أجل
حرية...
لست مصغِ...

الخوف

ها أنا اليوم أقرر أن أكتبك، أن أكتبك أيها الخوف. لطالما شددت علي قبضتك ومنعتني من الكلام، حتى خفض فيّ الصوت متحولا إلى شكل من أشكال الصمت، والصمت المطبق.
للصمت أشكال وأنواع، فالصوت حين يكون بلا معنى يكون صمت، والكلام المصفق والمزمر والمطبل صمت، والتبجيل والتهليل صمت مذل.
هنا تقاطعت معك، أيها الخوف، قررت أن لا أسمعك صوتي الذي كتمته بل أن أكتبك، علما مني أن لا أحد سوف يقرؤك، ومحاولا أن أتغلب عليك وحدي، بيني وبيني.
مرت أعوام وأنا أمالق نفسي، أتعدى على كل أحلامي، أحلم بالحرية وحين ينتفض شباب أقول لهم لا... لا تنتفضوا، فأنا مازلت خائفا.
كيف زرعتَ فيَّ إلى هذا الحد، كيف تملكتني بحججك الأمنية، حتى أقنعت روحي بأن الوضع الثابت هو الوضع الأمثل، كيف يكون الأمثل وأنا دائما أطالب بالتمرد عليك، وأحرض أفكاري وأبني أحلامي أن تثور على هذا الثابت، الثابت فيًّ.

أنت غريب، غريب جدا، الجميع يكرهونك، ويرفضونك، لكنهم هم من زرعوك فيًّ، نحتوك وشيدوك جبالا وقصورا لا تقلع. لم أعد أتذكر من بذركَ داخلي، أبي، أمي، معلمي، أصدقائي... كلهم نثروك في كل أرضي، فأنبتَ زيواناً أسود غائر غامر لكل كلمة آه وكل كلمة حرية.
أعلم أن الكون مبني على الخوف، وأن كلًّ منا فيه خوف يغالبه، فالمؤمن يخاف من الله، والمذنب يخاف من العقاب، والمارق يخاف من القانون، أما أنا أخاف من وطني، أخاف من الناس في وطني، أخاف أن أكتبك فيقرؤك غيري، أخاف أن أخافك مجددا بعدما قررت أن أدفنك في هذه السطور، ولكني أعلم أن دفنك سيكون سماداً لكلمات ومعان جديدة، قد تغير الثابت الصامد سلباً أو إيجاباً.
لا يهمني بعد اليوم من أقحمكَ حياتي قصراً، لكم ما يهمني أني قاتلك.
فأودع أيامك القلية فيَّ فقد طال مقامك وحان وقت الرحيل...
 ارحل...

هنا

هنا...
هنا العدم...
هنا ابتسامة جفن
غض طرف الألم...
هنا عيون غابت
عن مسامعها
حدود الزمن...

هنا الصمت اللذيذ
مكلل بتاج الندم...

هنا الصوت صار
فصرنا...
نباهي بالصمم...

هنا العشق
بعناه بأرخص ثمن...

هنا الأرض
تعيش فوقها أجسام
من عفن...

هنا...
هنا الحياة تصعب
على روح طفل
نام فندفن...

هنا...
هنا القبر...
ملازنا الوحيد
من أجيج الهدوء
الكامن في عيون مخبر
اشتم رائحة الضحية

هنا...
هنا الزمان...
مسرانا الأخير
من شبق جميزة
تغص بحرف ضاد
هارب من الأبجدية...

هنا...
هنا العدم...
هنا الوطن...